نكسة بدون فلسفة

خَرَجَ رئيسُ النظام الإيراني، وأعني هنا الرئيس الصوري، لينطق عن الرئيس الفعلي المسمى ب “المرشد الأعلى” ويقول بأن هذا الأخير يعتقد بأن المستثمرين الأمريكيين بإمكانهم القُدُوم إلى إيران. وهو ما يعني، باللفظ الصريح، أن “الجمهورية الإسلامية” تفتح أسواقها أمام الرأسمال الأمريكي، أو لنقُل إن السيدة التي طالما تبجحت بالطهارة والعفاف تفتح فخذيها على مصراعيهما لاستقبال … اقرأ المزيد

النقَّابَة

في المغرب الحالي، لا يمكن أن يدافع عن نزاهة القيادات النقابية، ولا عن مصداقيتها، إلا مُخَدَّر، أو مُغَفَّل، أو بليد. أما باقي المغاربة فهم يعرفون، منذ زمن بعيد، أن أباطرة النقابات لا علاقة لهم بقضايا العمال، ولا بقضايا المأجورين عموما، وأنهم فئة مستفيدة، مثل فئات أخرى، من الامتيازات التي يتيحها لهم موقعهم على رأس الهيئات … اقرأ المزيد

السَّطْل!

كُلَّما ازداد غباءُ المرء أضحت قدرتُه على التفكير العقلي، والعقلاني، أكثر محدودية. وكلما تراجع العقل، والعقلانية، والمعقولية، صار الفردُ محكوماً بالانفعال. وبقدر ما يحكمُه الانفعال يصبح التحكُّم فيه أكثر سهولةً، ويكفي أن يشحنه فردٌ آخر، أو مؤسسة، أو دولة، بالمشاعر والانفعالات المطلوبة لتوجيه سلوكه إلى الوجهة المرغوب فيها.ولعلَّ أفلاطون، وهو يكتب على مدخل أكاديميته تلك … اقرأ المزيد

حِمَارُ عَلي

لا أنتمي تربوياً، ولا زمنياً، للجيل الذي نشأ على أنشودة “فرس علي”. لكنني ـ رغم ذلك ـ أجدها جِدَّ معبرة. وخاصة في تلك الجملة المَطْلَعية التي تقول: “فرسُ علي ينام في الإسطبل، بينما علي يزدرد الحلوى”. فهي تعكس المسافة الفاصلة بين “حياة علي” وحياة “دابة علي”. وبينما علي “يَزْدَرِدُ الحلوى” تكتفي الدابة بالنوم في الإسطبل … اقرأ المزيد

الكَرُّ النِّضالي

النضال، مثل الحرب تماماً، كَرٌّ وفرٌّ. ولستُ أنا من يقول ذلك مِزَاجاً. بل لعل أول مَن صاغ نظرية الكر والفر في العمل النضالي هو قائد الثورة البلشفية، فلاديمير إيليتش أوليانوف، الشهير بلقب “لينين” عندما وضع المبدأ الشهير “خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء” في كتابه المعروف الصادر سنة 1904.ومنذ ذلك التاريخ، ربما، أضحى المبدأ إياه … اقرأ المزيد

العثماني سفيراً في تل أبيب

ما كاد خبرُ الاعتداء الهمجي على الدكتور سعد الدين العثماني يصل إلى الناس حتى هبَّ الجميع للتعاطف معه، والتعبير عن التضامن، وانتشر وسمُ “كلُّنا سعد الدين العثماني” على مواقع التواصل الاجتماعي. وارتفعت أصواتُ الإدانة للتصرف الهمجي ل “الكوفيين” من جميع المشارب الفكرية والسياسية.لقد اجتمع عند العثماني ما تفرق عند غيره. وتخطى التعاطف مع رئيس الحكومة … اقرأ المزيد

عبد المجيد تَبُّونه إي

لستُ من عشاق قراءة الطالع، ولا أومنُ على الإطلاق بسُوئه ولا بحُسْنِه، ولا أرى بتاتا أي مجال للمصادفات والعشوائية في العمل السياسي والدبلوماسي. لكني، مع ذلك، أسجل أن الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء تَزَامَن مع إعلان فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالرئاسيات الأمريكية، ومع فوز عريض لحزبه على صعيد المؤسسة التشريعية في بلاد … اقرأ المزيد

الملكُ لن يموت

كان كافياً أن يظهر الملك محمد السادس، أثناء استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستعينا بعكاز طبي، حتى تنفجر ألسنة الحقد والضغينة في الجارة الشرقية. وظهرت على منصات التواصل الاجتماعي كثير من المحتويات التي تبشر كل الحاقدين بموت الملك (هكذا!).من جهة أولى فنحن نفهم مثل هذه التصرفات الرعناء لأننا عهدناها من قادة الجزائر أنفسهم. ولن نستغربها، … اقرأ المزيد

زمنُ الغَوْلَمَة

في مناسبة سابقة، تناولتُ ما أسميه “سلطة الإيلاج” والتي يمكن ترجمتها إلى الفرنسية بعبارة “Le pouvoir de pénétration”. ومضمون الفكرة أن الذكر، لدى الإنسان ولدى أنواع أخرى كثيرة من الثدييات، لديه قضيب (Phallus) قابل للانتصاب، وبواسطته يستطيع أن يجامع الأنثى. وطالما أن الانتصاب حاصل لدى الذكر فهو يستطيع، إذا ما تُرِكَ الأمرُ للطبيعة وحدها، أن … اقرأ المزيد

الثورة القَذَّافية

لا علاقة على الإطلاق بين “الثورة القذافية” وما فعله العقيد معمر القذافي، في ليبيا، طيلة اثنتين وأربعين سنة. فما قام به القذافي كان سطواً على السلطة السياسية، عبر انقلاب عسكري، نجمت عنه حمامات من الدم التي سالت داخل ليبيا أو حتى خارجها بفعل دعم القذافي للتنظيمات الإرهابية، وإسهامه في صناعة عدد من الحروب، مروراً بانخراطه … اقرأ المزيد