شَلَلُ الذَّكاء

أديبٌ فرنسي شهير هو هكتور مالو. وروايةٌ شهيرة لنفس الأديب هي رواية “دُونَ عائلة”. وفي تلك الرواية ينجح المهرج فيتاليس في تعليم قرد وثلاثة كلاب كيفية القيام بأدوار مسرحية. ثم يشتري بعد ذلك طفلا، هو بطل الرواية، ويبدأ في تعليمه أيضا كيفية القيام بنفس الشيء، أي لعب أدوار مسرحية. وأثناء تعليمه يشرح له كيف نجح … اقرأ المزيد

الخُرافَة خميرةُ الفَساد

تجدُ الخرافةُ سببَ انتشارها، حسب باروخ سبينوزا، في أن حياة الناس لا تسير كما يشتهون. فللحياة فُجَاءاتُها، وقلقُها، وهو ما يدفع الفرد إلى البحث عن معرفة ما نصطلح عليه عادةً ب”الغيب”. ومن هنا ينفتح البابُ على مصراعيه لانتشار الخرافة بين الناس.فكرةُ سبينوزا صائبة، ولا شك، في جانب كبير منها. لكنها ـ مع ذلك ـ لا … اقرأ المزيد

الفَقِيهُ بِدعَة

ليس القرآن ـ خلافاً للوهم السائد ـ كتاباً للمسلمين. والخطاب القرآني، خلافاً للوهم السائد أيضا، ليس موجها للمسلمين دون غيرهم. بل إن القرآن مُوَجَّهٌ بالأساس لغير المسلمين، وغايتُه الأولى واالأخيرة هي دعوة غير المسلمين إلى الإسلام. بمعنى آخر، فهو في المقام الأول كتابُ دعوة.ولكي ينجح في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام فقد وَجَبَ أن يكون … اقرأ المزيد

لُصُوصُ القُرآن

جاء القرآن بدايةً في مجتمع صغير، ومحدود جدا، هو مجتمع مكة في مطلع القرن الميلادي السابع. وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً كان النبي يعرض القرآن، ومن خلاله يعرض الإسلام، سواء على أهل مكة أو على زوارها. وكان هؤلاء يتلقون منه القرآن ويفهمونه فمنهم مَن يُسْلِم ومنهم مَنْ يُعْرِض. وبعد الهجرة لبث النبي في المدينة عشر … اقرأ المزيد

مَلاذُ الجَاهل

الدين في جوهره بسيط جدا. وهذه البساطة الجوهرية هي التي سمحت لباروخ سبينوزا بتأسيس مفهوم “الدين الشامل” الذي يتلخص في طاعة الله طاعة خالصة بممارسة العدل والإحسان. بمعنى آخر، فمفهوم “الدين الشامل” ليس مفهوماً تبسيطيا، ولا اختزالياً، وإنما حقيقةُ الدين أنه بسيط بالفعل وأن له، بالأساس، طابعاً عملياً تجسده قيمتا “العدل” و”الإحسان”.تبدأ قيمة العدل من … اقرأ المزيد

البْلاَيْغِي

القرآنُ عربيٌ لكنَّ العربية ليست قُرآنية. فالنص القرآني قد تَشَكَّلَ في القرن الميلادي السابع. أما العربية فهي تعود إلى عائلة “اللغات السامية” التي تشكلت قروناً قبل الميلاد. وسواء قبل ظهور الإسلام أو بعده فالمَتْنُ العربي لم يقتصر على النص القرآني وإنما تنوَّع بين الشعر والخطابة وسَجْعِ الكُهَّان والمقامات وباقي الأجناس الأدبية، مُروراً بالخطابات الأخرى، أي … اقرأ المزيد

الأشياءُ الأربعة

الفيلسوف الفرنسي إيمانويل ليفيناس واحدٌ من أعمدة الفينومينولوجيا دون منازع. وهو، دون منازع أيضا، فيلسوفُ المغايرة بامتياز حيث كرَّس الجزء الأهم من مشروعه الفلسفي لهذا المفهوم. وبالنسبة لهذا الفيلسوف الكبير فالفينومينولوجيا يمكن تعريفُها، بعيدا عن التعقيد الذي يغرق فيه البعض، بأنها « تصف ما يَظْهَر ». وعلى هذه القاعدة البسيطة أيضا يتميز الغير من الناحية … اقرأ المزيد

مُطلَقُ الشرِّ فسادُ العَقل!

ثمة لحظة تستوقف، على الأرجح، أغلب قُرَّاء محاورة “فيدروس” لأفلاطون. وهي اللحظة التي يسأل فيها الفتى فيدروس مُحاوِرَه الشيخ سقراط عما إذا كان المكان الذي يجلسان فيه، على ضفة نهر أليسوس، هو نفس المكان الذي يقال بأن الإله بورياس اختطف فيه الفتاة أوريثيا. ولعل ما يستوقف القارئ، في هذه اللحظة بالذات، هو الجواب الذي يقدمه … اقرأ المزيد

الشَّيخ بنهَمْزَة

لديَّ على الهاتف تطبيقٌ هو عبارة عن قاموس متعدد اللغات. وبالطبع، فأنا أستعين به كلما أشكل عليَّ أمرُ كلمةٍ ما سواء في لسان العرب أو في ألسنة غيرهم. وفي هذا القاموس، كغيره من التطبيقات المماثلة، خيارٌ يمكِّنُ المستعمل من سماع الكلمة أو الجملة منطوقةً بصوت نسوي جميل. ولأنني كنت مُتعباً، ربما، فعوض أن أبحث عن … اقرأ المزيد

نهايةُ العالَم

بينما كنت أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي طلع عليَّ، لسبب لا أعرفه حتى الآن، شريطٌ سبق لي أن شاهدتُه قبل الآن، عدة مرات، أي أنه فُرِضَ عليَّ من طرف خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي دون رغبة ولا إرادة مني. وفي هذا الشريط تجلس جماعة من مواطني بلدٍ ما من بلدان الخليج، في صالون فسيح مُريح، بينما … اقرأ المزيد