كَثْرَةُ الغَسْلِ عَفَن

قبل سنوات من اليوم، كانت تجوبُ الفضاء الافتراضي صورة رئيس الوزراء البريطاني إذَّاك، ديفيد كاميرون، وهو يقف في الميترو بين المواطنين حاملاً محفظته، وبجواره يجلس مواطنٌ يقرأ جريدته غير عابئ بحضرة رئيس حكومة بريطانيا العظمى، أي بالرجل الذي يملك جميع الصلاحيات التنفيذية في المملكة المتحدة. وبعد هذه الصورة، ظهر الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، في … اقرأ المزيد

المغرب يُوَحِّد السُنَّة والشِّيعة

بعد ما يزيد عن أربعة عشر قرناً من الخلاف بين الفريقين، وبعد كثير من الحروب والتطاحنات التي جرت بينهما، وكل أنهار الدماء التي سالت بينهما أيضا، نجحت الدبلوماسية المغربية في تذويب الخلاف التاريخي بين الشيعة والسنة، ووحدت المسلمين أخيراً على كلمة واحدة. وقد تم تتويج هذا المسار الوحدوي ـ على ما يبدو! ـ بالصلاة التي … اقرأ المزيد

صنَاعةُ الفَسَاد

يبدو كثيرٌ من المغاربة في الآونة الأخيرة مبتهجين باعتقال بعض البرلمانيين، والوزراء السابقين، ومسيري بعض الأندية الرياضية، وإقالة بعض رؤساء الجماعات المحلية، في إطار ما يسمى “محاربة الفساد”. وفي غمرة هذا الابتهاج ـ أو ربما بسببه ـ يبدو أن لا أحد انتبه إلى معطى في منتهى الخطورة رغم أنه يقفز إلى الأعين. ففي لائحة المعتقلين، … اقرأ المزيد

مَرَضُ السَّلَفية

مات ثلاثة من بين أربعة من الخلفاء الراشدين مقتولين. وأول هؤلاء الخلفاء الراشدين، والوحيد الذي لم يمت مقتولا، والذي هو أبو بكر، عرف عهده ما سُمِّيَ ب”حروب الردة”، حيث ارتدت شبه الجزيرة العربية بشكل شبه كامل عن الإسلام، وصار الدين الجديد محصوراً في المثلث المُكوَّن من مكة والمدينة المنورة والطائف. وبعد انتهاء هذه الحروب قرر … اقرأ المزيد

هل الملكُ فوقَ النَّقد؟

يعتبر كثيرٌ من المتكلمين في الشأن السياسي المغربي أن الملك يعلو على النقد، وأن المغاربة لا يمكنهم بأي شكل من الأشكال انتقاد الأداء السياسي للمؤسسة الملكية، وأن كل محاولة من هذا القبيل تلقي بصاحبها في غيابات السجون. بل وتذهب أكثر الآراء تطرفا في هذا الاتجاه إلى أن جميع المؤسسات الدستورية المغربية صورية، ولا أثر لها … اقرأ المزيد

كِلابُ الدَّواوين

قبل يوم 04 فبراير 1998، تاريخ تعيين عبد الرحمن اليوسفي وزيرا أول، كان في المغرب السياسي فريقان: يسارٌ لم يشارك في السلطة التنفيذية إلا في حالات نادرة كحالة عبد الرحيم بوعبيد، ويمينٌ يوصف بعضه ب”التقليدي” وبعضُه ب”الإداري”، وسبق له أن اغترف من ينابيع السلطة، أو حتى أنها كانت هي التي صنعته، واصْطَنَعَتْهُ لنفسها، في بعض … اقرأ المزيد

الهُوية السِّمْنُولُوجية

على امتداد سنوات طويلة، دأبت جحافلُ الخَوَنْج، بمُلْتَحيها و”قنديلاتها”، على التطبيل والتزمير للمسمى “محمد الفايد”. وظهر هذا الكائن وهو يخطبُ في المساجد بكامل أناه المتضخم، ويده تلوح في الهواء على طريقة أدولف هتلر، بينما قُطعانُ الخونج تستمع إليه وهو يطلق أكاذيبه المكشوفة حول تاريخه “العلمي” المزعوم. تمَّ تقديم الكائن عينه بصفته خبيرا في التغذية رغم … اقرأ المزيد

اليوم الوطني للسَّلوقية

المُسَمَّى نعمان لحلو شخصٌ يقول عن نفسه إنه يغني ويُلَحِّن. ولا مانع من تصديق ما يقوله عن نفسه عملاً بالقول المنسوب إلى الجاحظ: “كُلٌّ يُعجِبُه طنينُ رأسه”. فمن حق هذا الشخص أن يعتبر طنين رأسه غناءً وتلحيناً حتى وإن كنتُ لا أعرف شخصياً أي شخص يستمع لهذا “المغني” و”الملحن” المزعوم. غير أن الشخص إياه لم … اقرأ المزيد

الأستاذُ المُثقَّف؟

داخل كل حجرة من حجرات الدرس التي بناها المستعمر، أو تلك التي شيدت في بداية استرجاع الاستقلال، كانت هناك خزانة. وكان المسؤول عن الخزانة هو الأستاذ(ة). وباستثناء بعض الحالات النادرة فقد كانت خزانة الفصل تضم كُتُباً ملائمة لمستوى التلاميذ، وكان عليهم قراءتُها بالتناوب، والقيام بأنشطة كتابية حولها أو انطلاقاً منها. وقد كان الأمر يسري على … اقرأ المزيد

الفَقْرُ اللُّغوي

تقتضي الأمانة الأخلاقية، والعلمية، الإقرار أولاً بأن الموضوع الذي أتناولُه هُنا لم يكن من الظواهر التي انتبهتُ إليها من تلقاء نفسي. بل يعود الفضل في ذلك إلى أحد أصدقائي الذي بعث إليَّ مقطعاً مرئياً، ونصا مكتوباً، يتطرقان إلى الموضوع. وما أن شاهدتُ المقطع المرئي، وقرأتُ النص، حتى انبعثت في رأسي ملاحظات، وانطباعات، وانفعالات طالما أثارها … اقرأ المزيد