حُرَّاسُ أبي خشيم

ليس أبو خشيم شخصاً رغم أن البحث على الأنترنت يفضي إلى عشرات الأشخاص الذين يحملون الاسم نفسَه. بل هو اسمٌ من أسماء العضو التناسلي للمرأة حسب ما أورده صاحب “الروض العاطر في نزهة الخاطر” و”كتاب الإيضاح في علم النكاح”، واللذين كان مراهقو السبعينات يقرأونهما خلسة. وكلُّ مَنْ ضُبِطَ متلبساً بذلك كان مصيرُه يتراوح بين الفلقة … اقرأ المزيد

التَّفْرِيدُ والتَّحْشِيد

في كتابه الرئيس “العالم كإرادة وكتَمَثُّل”، يتوقف أرثور شوبنهاور عند ”مبدأ التفريد”. وهو كما يقول من بين المبادئ التي كثيرا ما توقفت عندها الفلسفة الرواقية. وهذا المبدأ، الذي لم يسمع به ربما غير المختصين في الفلسفة، لا يعني أي شيء معقد أو يستعصي على الفهم كما قد يتبادر إلى الذهن، وإنما هو يحيل فقط على … اقرأ المزيد

قَرَاقُوشُ البَيضَاء

يُفتَرَضُ، في دولة القانون والمؤسسات، أن تكون السلطة للقانون والمؤسسات. وحين يكون الأمر كذلك فإن الأشخاص يتوارَوْن تماماً، وتكادُ أسماؤهم تختفي، ولا تُذكَرُ في وسائل الإعلام إلا من باب التذكير بأن فلاناً هو الذي يرأس الإدارة الفلانية، أو أن علانا هو الذي يتولى تسيير المرفق العلاني، وذلك متى كان هذا التذكير ضرورياً للقارئ أو للمستمع … اقرأ المزيد

كَسَلُ الشَّيخ والفَقيه

لو قُدِّرَ لك أن تسأل شيخاً أو فقيهاً عن مكانة العمل في الإسلام لوجدت نفسك أمام خطبة عصماء لا تنتهي. والسبب في ذلك أن عدد الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، التي ترفع من شأن العمل والعاملين، وتدعو إلى التفاني في العمل وإتقانه، كثير. ولعل أول ما سيستشهد به الفقيه أوالشيخ في هذا الباب هو الآية التي … اقرأ المزيد

لا عَدالة في الموت!

في يوم 27 نونبر 2015 خرجت مجلة « اليوم السابع » بخبر يقول بأن شركة أمريكية تقوم بتجريب تقنية لإعادة الأموات إلى الحياة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقال المسؤول عن الشركة آنذاك بأن التقنية المذكورة تقوم على تجميد دماغ الشخص الميت، وزرع شريحة إلكترونية فيه، ثم بعد ذلك إعادة زرع الدماغ في جسد اصطناعي. وربما كانت … اقرأ المزيد

غَباءُ الكَثرة

فريدريك نيتشه، ذاك الذي لم يعرف حتى كيف يموت حسب “الشيخ” هاشم البسطاوي، له كتابٌ شهير عنوانُه “العلم المَرِح”. وهو ـ مثل العديد من كتابات نيتشه الأخرى ـ ليس كتاباً ذا موضوع واحد وإنما هو قد كُتِبَ بطريقة شَذَرية، وتعالج كل فقرة من فقراته موضوعاً يكاد يكون منفصلا بالكامل عن المواضيع التي تتصدى لها باقي … اقرأ المزيد

نَزوةُ الدِّيك

الغالبُ على عالم الثدييات، كما نراه في حالته الطبيعية، أن الذكر يطارد الأنثى، ويمسك بها، ثم يُخضعها للفعل الجنسي. ذلك ما نستطيع أن نراه في عالم الحيوانات الثديية التي تشارك الإنسان في محيطه اليومي من كلاب، وقطط، وأغنام، وماعز، وخيول، وغيرها. أما الأنثى فهي لا تستطيع أم تفعل نفس الشيء بالذَّكر. والسببُ هو افتقارُها للقضيب … اقرأ المزيد

لماذا يكتئب المغاربة؟

فنلندا، حسب التقرير الرسمي للأمم المتحدة حول السعادة، هي أسعد البلدان على وجه الأرض. فسكانها، الذين يتجاوزون بالكاد خمسة ملايين ونصف مليون نسمة، ينعمون وفق ذات التقرير بكل وسائل الرفاهية التي من شأنها أن تجعلهم سعداء. لكنَّ الفنلنديين ليسوا كذلك. والدولة نفسُها احتلت المرتبة السابعة من بين أربعة وعشرين دولة أوروبية على صعيد استهلاك الأدوية … اقرأ المزيد

الارتفاعُ في أرْضِ الوَضَاعَة سُقُوط!

في المجال السياسي داخل البلدان التي تحكمها أنظمة فاسدة، يكون من المعتاد، ومن المفهوم أيضا، أن يتم تهميش الكفاءات. ويكون من المعتاد والمفهوم كذلك أن يجري، مقابل تهميش هؤلاء، فتحُ الطريق أمام أصحاب الولاءات، وأهل المحسوبية، والسََالكين مختلفَ دُروب ومسالك الزبونية. غير أن ما يبدو مفهوماً من الناحية العقلية، بالنظر إلى طبيعة تلك الأنظمة والمجتمعات، … اقرأ المزيد

لا حُرِّيَةَ للقَطيع!

كثيراً ما يُحْمَلُ على الفلسفة، والفن، والأدب، والنضال السياسي، دورٌ تحريري. وذلك معناه أن على هذه الأشكال من التفكير، والإبداع، والعمل، تحريرُ مَنْ يُصَنَّفُون عادةً ضمن “المُضطَهَدين” و”المقموعين” و”المُسْتَغَلِّين” وما إلى ذلك. لكنَّ التاريخ والواقع معاً يقولان بأن هذا الرهان كان على الدوام رهاناً خاسراً وفاشلاً. وبقدر ما كان الفشل الذريع والخسران المبين ملازمين لكل … اقرأ المزيد